{قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)} [آل عمران: 3/ 64].التزم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بالكلمة السواء هذه، وكتب بها إلى هرقل عظيم الروم وإلى غيره من أمراء وملوك العالم، ودعا بها أهل الكتاب في الجزيرة العربية، وكذلك ينبغي أن يدعى بها أهل الكتاب إلى يوم القيامة.ثم أوضح القرآن حقيقة ملة إبراهيم عليه السلام، وهي ملة التوحيد، ورد على المحاجة في شأن إبراهيم، وأنه كان قبل نزول التوراة والإنجيل، فلم يكن إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا، ولكن كان حنيفا أي مائلا عن الشرك بالله والوثنية، وكان مسلما أي منقادا لله سبحانه وتعالى، وما كان من المشركين كمشركي العرب.وإن أحق الناس وأجدرهم بشرف الانتماء إلى إبراهيم هو محمد رسول اللّه والمؤمنون بدعوته، وهؤلاء هم أتباع إبراهيم حقا، لاتفاقهم معه في الوحدانية والألوهية لله تعالى، واللّه ولي المؤمنين وناصرهم، قال اللّه تعالى مبينا القول الفصل في ملة إبراهيم وفي المحاجة التي أثيرت حوله: